الزلازل في تركيا وتاريخها
بالنظر للموقع الجغرافي لتركيا، وبحكم وقوعها في صدعٍ تلتقي فيه الصفائح التكتونية مع الصفائح الأوراسيّة، وهو الأمر الذي أدى إلى تعرضها للعديد من الزلازل التي كان من أبرزها في التاريخ الزلزال الذي شهدته البلاد عام 1999 وعُرف باسم “زلزال مرمرة”، وشمل تأثيره على عدة ولايات منها ولايات إسطنبول، وسكاريا، وولاية كوجالي و مدينة إزميت التي سجلت العدد الأكبر من ضحايا في هذا الزلزال، بلغت الهزة بدرجة العزم على مقياس ريخترإلى 7.6 ، وأدت إلى مقتل أكثر من 17 ألف شخص، وخلف الزلزال وراءه نصف مليون شخص تقريباً بدون سكن وهو الأمر الذي شكّل نقطة تحول بارزة في الشروط اللازم تحقيقها لأجل الحصول على تراخيص للبناء في تركيا
تأمين الزلازل في تركيا
تأمين الزلازل في تركيا أو بالتركية ” Dask doğal after sigorta Kurumu “،
وهو التأمين على الكوارث الطبيعية الناتجة بسبب الزلازل، مثل الحرائق التي تنشب بسبب حدوث زلزال ما وغيرها هذا وقد بدأ العمل بهذا القرار بعد عام 200 م ، تتولى أمر هذا التأمين شركات خاصة معتمدة من قبل الحكومة التركية . حيث يكون هذا التأمين مقابل مبالغ مالية محددة، يتم دفعها للشركات سنوياً، مع مراعاة معايير عمر البناء، ومساحة العقار
عند حدوث زلزال يتم دفع مبلغ 200 ألف ليرة تركية للشخص المتضرر من الزلزال، وقد يكون المبلغ أعلى في حال تهدم البناء المؤمَّن عليه بشكل كامل، ومن الممكن أن يزيد المبلغ عن 200 ألف ليرة تركية في حال كان العقد المبرم ينص على ذلك
الزلازل في تركيا والاستثمار العقاري
مما لا شك فيه أن الزلازل في تركيا من الهواجس المقلقة عند المستثمرين العقاريين، لكن ينبغي علينا أن لا ننسى أن الكوارث الطبيعية بشكل عام هي من التهديدات المحتملة على مختلف الاستثمارات، وليست على الاستثمارات العقارية وحسب فالأعاصير وأمواج التسونامي العاصفة التي تضرب كل فترة الولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب شرق آسيا، لا تقل خطورة عن الزلازل،
لكن المهم بالنسبة للأحداث الطبيعية هو قوة وفاعلية إدارة الكوارث، وذلك بالتخطيط الواقعي والدقيق للتعامل معها بوضع التوقعات والاحتمالات واتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل وقوع الكارثة، مثل : البناء وفق شروط معينة تحددها البلديات ولا يتم انشاء اي بناء دون هذه الشروط و المعايير
هل تعوض الحكومة التركية المتضررين من الزلازل “الأتراك والأجانب”؟
عند حدوث زلزال ما تبادر الجهات الحكومية التركية إلى اتخاذ عدة إجراءات لإغاثة وتعويض المتضررين بسبب الزلزال سواء أكانوا من المواطنين أم من المقيمين من مختلف الجنسيات
وهذه الإجراءات تتمثل فيما يلي:
- تأمين مساكن عاجلة من بيوتٍ مسبقة الصنع
- فحص الأبنية المتضررة، وتصنيفها، ثم إخلاء المباني شديدة الخطورة.
- تقوم الحكومة بدفع إيجار شقة مناسبة للعوائل المتضررة.
- يتم بناء مساكن بشكل سريع للمتضررين، وقد قامت شركة الإنشاء الحكومية التركية (توكي)، ببناء مساكن لأصحاب البيوت المتضررين من زلزال إيلازيغ عام 2020
هل تقدم شركات الإنشاء ضمانات للمستثمرين الأجانب في حالات الزلازل؟
شركات البناء والمقاولات مطالبة قانونياً بإنشاء أبنية مقاومة للزلازل في تركيا، ولذلك فهي ملزمة تجاه المستثمر العقاري في حال وجود اي تقصير في التزاماتها القانونية، من الجديربالذكر أن كثيراً من شركات الإنشاء تذكر في عقود البيع مواصفات الأبنية، والمواد المستخدمة في إنشائها، ومدى مقاومتها للزلازل، وهنا يجب أن نلاحظ إن معظم الأبنية السكنية يتم بناؤها لتكون مقاومة للزلازل ذات الدرجة 8 على مقياس ريختر، بينما الأبنية الضخمة، والمشاريع الحيوية مثل المطارات والجسور، ومحطات المترو تقاوم الزلازل من درجة 9 واعلى على مقياس ريختر.
كيف تؤثر الزلازل على أسعار العقارات في تركيا
يتناسب تأثير الزلازل على أسعار العقارات في تركيا وفق نقطتين أساسيتين
- الإجراءات الاحترازية المناسبة ضمن سياسة وقوانين إدارة الكوارث، وقد سبق وأشرنا الى عناية الحكومة التركية بها
- الزيادة في عدد السكان، والتي تبلغ في تركيا 1.4% تقريباً
وتصل في اسطنبول إلى أن تجتاز عتبة 2.5% وهو الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الطلب المستمر على الأبنية السكنية في المدى الطويل، مما يعني عدم تأثير الزلازل على سوق العقارات تأثيراً مباشراً، باستثناء إذا ما كان هنالك بناء فيه مشكلة إنشائية،
اقرأ المزيد :
الاقتصاد التركي و دوره في الاستثمار العقاري
