تتوزع الجالية العربية في تركيا في أكبر مدنها من مختلف الدول العربية ، منهم من لجأ إليها هربا من الحرب، ومنهم من وفد رغبة في الاستثمار ، ومنهم من قدم يطلب السياحة أو للدراسة.
ففي السنوات الأخيرة أصبحت تركيا محط أنظار الكثيرين من الجالية العربية ، وذلك لما حققته من تقدم على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي على حد سواء ، ولما تتميز به من طبيعة ساحرة وبيئة حياتية عنوانها التطور والإبداع ، فهي توفر بذلك سبل العيش الرغيد لأبنائها وللمقيمين فيها من سائر الدول . ويتنوع أفراد الجالية العربية في تركيا في جنسباتهم ، فمنهم القادمون من هؤلاء من مصر, وسوريا, والأردن, والمغرب, والعراق, والجزائر وغيرها من الدول العربية.شكلوا مع بعضهم نسيجاً اجتماعياً أطلق عليه فيما بعد ” الجالية العربية في تركيا “, محققين تواجداً رسمياً ونظامياً لهم في تركيا, ومندمجين في طبيعة الحياة فيها.
والجالية العربية في تركيا أحرزت تقدماً مشهوداً على الصعيد العملي والاقتصادي ، فمنهم من قام بافتتاح مشاريع تجارية , أوصناعية, أواستثمارية واسعة عرفت بما يسمى استثمارات العرب في تركيا. وقد كان لاستثمارات العرب في تركيا أثراً واضحاً في دوران عجلة الاقتصاد التركي ودعمه بمختلف المجالات العملية ، حيث انتشرت المطاعم العربية وأفران الخبز السورية, ورشات الخياطة ومصانع النسيج العربية.
تمثل استثمارات العرب في تركيا رقماً صعباً وأساسياً في عالم الاقتصاد ومجالات العمل والدراسة والبحث وغيرها من مجالات الحياة الأخرى، وقد ساهمت الجالية العربية في تركيا في تغذية الدخل التركي بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين إلى جانب إحرازها تقدماً ربحياً لا يستهان به ، يرجّح ذلك اختيارهم الموفق لهذه البلد ذات المميزات الاستثمارية الاستثنائية، كما ساعدت عوامل أخرى في تضاعف إقبال بعض جنسيات الجالية العربية في تركيا ورجال أعمالها من أجل الاستثمار وافتتاح المشاريع العقارية والتجارية ، بعد أن سئم العرب من القارتين الأوروبية والأمريكية والتضييق المفروض عليهم فيهما .
استثمارات العرب في تركيا
لعلَ أهم المجالات الاستثمارية التي استمالت الجالية العربية في تركيا، وحققت لهم نجاحاً باهراً تلك الاستثمارات العقارية التي قام بها بعض رجال الأعمال ، كشراء الشقق السكنية والمحلات التجارية ، بالإضافة إلى الفلل والأراضي الزراعية وإقامة المشاريع عليها , بما تمتلكه الجالية العربية من قوة في رأس المال ووفرة في الأيدي العاملة .
فقد أشارت الإحصائيات الرسمية في تركيا إلى وصول عدد الجالية العربية في تركيا إلى أكثر من 7 ملايين شخص، قدموا من سورية والعراق وفلسطين ومصر والأردن والمغرب والجزائر وتونس وغيرها من البلدان العربية، وقد شكلوا قوة هائلة في مجال الاستثمار وسوق العمل .
كما سعى العديد من أفراد الجالية العربية في تركيا إلى تحقيق وجود أكثر رسمية وانتظاماً في هذه البلاد من خلال تشكيل جمعيات تتحدث باسم الجالية العربية في تركيا، لا سيما بعد أن انتشرت المشاريع واستثمارات العرب في تركيا بشكل واسع وانخرطت في سوق العمل محققة تفوقاً لا نظير له .
إنّ الحديث عن استثمارات العرب في تركيا يدفعنا بشكل قوي إلى البدء بالحديث عن الاستثمارات العقارية ، فقد شهدت تركيا تنافساً واضحاً بين الاستثمارات العربية والأوروبية على الصعيد العقاري، نظراً لموقعها الجغرافي المتوسط بين الغرب والشرق الأوسط، إلا أنّ العقد الماضي أفصح عن قفزة كبيرة لاستثمارات العرب في تركيا حتى تفوقت على مثيلتها الأوروبية.
فقد بلغ نصيب استثمارات العربي في تركيا للعقارات حوالي نصف ما يتملكه الأجانب، وقد تصدر العراقيون قائمة أكثر الأجانب شراءً للعقارات في تركيا بنسبة 22% من إجمالي العقارات المباعة للأجانب في تركيا”
كما يقدّر حجم الصفقات العقارية لـ الجالية العربية في تركيا خلال العام الواحد بما لا يقل عن 3 مليار دولار سنوياً، وقد قدرت مراكز إحصائية تركية مساحة العقارات التي امتلكها العرب خلال الـ 18 سنة الماضية بحوالي 13 مليون متر مربع.
- أمّا بالنسبة لـ استثمارات العرب في تركيا بشكل عام فقد وصلت إلى نحو 25% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وبحسب المصرف المركزي التركي فإنّ الاستثمارات الخليجية في البنوك التركية وصلت إلى نحو 10% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
تشهد تركيا إنشاء مئات الشركات العربية على أراضيها سنوياً، حيث تم تأسيس ما يقارب 8000 شركة عربية في تركيا خلال السنوات الستة الماضية
لماذا يستثمر العرب في تركيا ؟!
- قرب تركيا من الدول العربية
- سهولة تأسيس الشركات في تركيا
- سهولة إصدار الفيزا إلى تركيا من الدول العربية
- الامتيازات الاستثنائية لـ الجالية العربية في تركيا
- تقديم تركيا خيارات منافسة للعمل والإقامة والدراسة من تلك المقدمة من الدول الأوروبية
- طبيعة تركية الخلابة وأجواؤها الساحرة التي تشجّع على السياحة والإقامة والحياة براحة وأمان
- الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي الموجود في تركيا .
- تعدد مجالات استثمارات العرب في تركيا ومنها المجالات الحكومية التي ترتكز على النقاط التالية:
- التطوير والتمويل العقارية
- مشاريع الطاقة
- البنوك
الاستثمارات العربية الخاصة في تركيا
- التملك والاستثمار العقاري
- قطاع الخدمات السياحية
- قطاع الخدمات العامة
- المدارس والمراكز التعليمية
- التجارة الخارجية
- الوساطات والخدمات القانونية
- الخدمات الجامعية
- تصنيع المواد الغذائية
- الزراعة والمشاريع الزراعية وتربية المواشي
أماكن تجمع الجالية العربية في تركيا – تجمعات العرب في تركيا
تتوزع الجالية العربية في تركيا في مختلف الولايات ، إلا أن اسطنبول تعدّ الولاية الأكثر جذباً للعرب ، وذلك لأنها العاصمة الاقتصادية والتجارية لتركيا ، مما يجعلها محط أنظار المستثمرين العرب القادمين بغية افتتاح المشاريع والمحلات والمصانع وغيرها . ويكثر تجمع العرب في اسطنبول في منطقتي الفاتح وآكسراي ، إذ تشهد هاتين المنطقتين خليطاً واسعاً من أبناء الجالية العربية في تركيا ، لا سيما السوريون واليمنيون منهم ، وقد افتتح العرب في هاتين المنطقتين العديد من المشاريع المتنوعة ، كالمطاعم ومحلات الحلويات والألبسة والورشات والمصانع وغير ذلك مما لا يمكن حصره وعدّه .
– مدينة يلوا
محافظة يلوا تبعد عن مدينة اسطنبول 45 دقيقة , والعرب الموجودون فيها يبلغون قرابة الـ 10000 مقيم , وتعتبر مدينة يلوا من المدن السياحية الصغيرة التي تقع على بحر مرمرة ، وقد أنشأ فيها العرب العديد من المصانع بمهن مختلفة كالخياطة والنجارة وغيرها .
– مدينة بورصة
تبعد مدينة بورصا عن مدينة اسطنبول تقريبا ساعة فقط ,والعرب المقيمين فيها تقريبا حوالي الـ 100000 مقيم , وتعتبر مدينة بورصة من المدن الكبيرة التي جذب مطامح الجالية العربية في تركيا إليها ، فهي تحتوي على عدد ضخم من استثمارات العرب في تركيا بما فيها المحلات والأسواق والبازارات الواسعة المليئة بمختلف المنتجات والبضائع ، بالإضافة إلى الاستثمارات العقارية المتعددة الجوانب .
– ولاية عنتاب
تقع مدينة غازي عنتاب في الجهة الجنوبية من تركيا ، ويبلغ عدد العرب المقيمين فيها من السوريين والعراقيين وغيرهم حوالي 50000 ألف مقيم ، وقد اختار التجار العرب مدينة غازي عنتاب لينشئوا فيها مشاريعهم الاستثمارية كالمصانع والورشات والمحلات التجارية ، بالإضافة إلى الاستثمارات العقارية التي اشتملت على الشقق والأراضي والدكاكين ، وكان نصيب السوريين والعراقيين في غازي عنتاب هو النصيب الأكبر من الجالية العربية في تركيا ، لما تمتاز به المدينة من تشابه جغرافي وبيئي مع بلادهم ، إضافة إلى طبيعة الحياة والسكان فيها .
اقرأ المزيد :
المعيشة و الإستثمار في اسطنبول
